آه … كم تشبه هذه الليلة في تكرارها ليالي سنة ٢٠٠٠ ،
كان لجدتي حينها يوميات مكرّرة تقضيها بالقلق و الاهتمام بطحن البن و حبات الهيل ،
هكذا كانت تمر الأيام … رتيبة ولا حدث مهم فيها سوى الغياب عن اليقظة و جلسات تحليل المنامات و الإيمان بالكرامات ، كانت أيام عمياء عن كل جميل !
كنت حينها أؤمن بأن الموت حقّ دون أن أتخيل هيئة الأيام و حالها حين يموت أحدنا !
مازالت النفس تفزع من الموت تارة و تستسلم له تارة أخرى بالرغم من تكدّس الملل في حياتنا !
لماذا تتخبط أنفسنا ما بين جزع و خنوع ؟
نؤمن بأن المشقة تتهاوى ساعة احتضارنا و مازلنا نتشبث بكل خيط يعيدنا إليها!
منذ وفاة جدتي و جسدي أثقل من قدرتي على حمله !
تجدد حزني حين مررت بالأمس مضطرة على الغرفة التي توفيت فيها ، شعوري خامد ، و أحلامي و آمالي تغط في غيبوبة منذ وفاة جدتي .
إلى متى ؟!
حاولت إقناع عقلي بأن الموت أمر طبيعي و أن الدراما التي في رأسي ليست سوى مبالغة اعتاد عقلي الضعيف على صناعتها !
توقفت بصعوبة عن تصوّر ليالي جدتي في القبر،
ولم أستطع حتى اللحظة نسيان حرارة جسمها المنخفضة، و حجمها الذي تقلص كثيراً حين صار جسدها فارغاً.
لا أؤمن بالمنامات و لكني بحاجة لرؤيتها مجدداً وهي حيّة ، كنت أراها كثيراً بقوتها و هيئتها القديمة، بطقوسها في الفرح الذي كان يباغتها ليخفف وطأة اكتئابها المرير ، و قلقها اللامنطقي ، و تساؤلاتها التي تجعل القلق يتسرب إلينا !
كنت أتحسر عليها مع أن جسدها الضعيف كان بين أيدينا ، كنت أشتاق لأحاديثها القليلة و المكرّرة مع أنها كانت تنطق بصعوبة . أما الآن لم يتبق لدي سوى صورتها الأخيرة .
الحقيقة أني لا أحتمل فراقها و كل شيء يذكرني فيها .
اليوم في المدرسة تذكرتها حين حاولت حل مشكلتي مع إحدى معلماتي قائلة: ” يا أبلة يا بدرة ….” ، هذا هو أسلوبها دائماً دفع الأذى بالحسنى !
أبلع أقراص الدواء و أتذكرها حين ابتلعت الكثير من الأقراص بالخطأ ، أذكر أنها كانت ليلة مريعة.
أقفل الباب و أتذكر كلمتها ” مقحوم” يعني مقفل بالمفتاح ……..
ياااااااه أنا حقاً مُتعبة .

تعبير جممميل مي استمري يامبدعه😭😭😭😭😭😭💔 لاني احب جدتي واستشعرت كل كلمة كتبتي عنها
إعجابLiked by 1 person