هذا الوقت في بيت جدتي سنة ١٩٩٤
الراديو مفتوح على برنامج سعيد الحمد في إذاعة البحرين .
و أنا في غرفة الطعام القديمة ،
أغمس الخبز الإيراني في جبنة المراعي “هذا النوع لا نشتريه في بيتنا” ، و أشرب شاي بالحليب في أكواب جدتي المزخرفة باللون البني و الدارجة في الثمانينات،
بعدها تستعد جدتي لإعداد الغداء ،
يااااااااا الله كم كنّا في نعيم ، أمي حصه تطبخ بنفسها الكبسة … صحيح أنها كانت حادة المزاج و صارمة في قوانينها لدرجة أنها تغضب بشدة إذا دخلنا مطبخها حُفاة ، أو إذا حركنا ملعقة من مكانها و لكن هذه قوانينها و كانت دائماً تقول :”الدنيا مسيّسة”.
لا شيء يشبه أيامي مع جدتي ولو حاولت استدعاء ذلك بتناول الخبز الإيراني مع الشاي بالحليب على الأرض، لو كان باستطاعتي التغلغل في اللاوعي لأفقأ عيني الحزن فلا تنبثق ينابيع أحزاني كلما مررت من شارع بيتها المتصل بطفولتي و المتجذّر في أعماق كآبتي ….
