قصيدة ظاهرها تمنّي الموت !
كتبتها الشاعرة لتتحد مع قارئها في تصوّر ما بعد الرحيل .
للقصيدة أكثر من قراءة ، فإما أن تقرأها كحوار بين الشاعرة و معالجها النفسي ، أو تتلقاها كأي قارئ دوغمائي ، الخيار لك !
بدأت القصيدة بحالة تيه أمام زخم الأفكار ،
و لم تتطرق في بادئ الأمر لمفردة الانتحار و لكنها لمّحت من خلال وصفه بالشبق أو اشتهاء الموت !
و قد اختارت حالة الشبق لتعارض غزيرة الانسان في البقاء ، و ليكون بذلك مرادف الاعتلال النفسي.
ثم انتقلت بعدها لترسم موقفها من الحياة ضمنياً عن طريق ذكرها للأعشاب التي ترمز للتجدّد ، و قطع الأثاث الخشبية التي ترمز للاستقرار .
تنتقل بعدها للتعمق أكثر في فكرة الحياة بذكر نقيضها ، و الانتحار هنا سبب كبقيةالأسباب لذلك يطل علينا النجّار بأدواته المختلفة و لك الاسترسال في تشبيه سعيك لبناء سعادات أيامك دون النظرلما وراء دوافعك .
تكشف آن سكستون رؤيتها للموت الذي اختارتها عندما غابت عنها فطرة البقاء ، و لأن السلوك الانتحاري مختزل في العقول المعتلّة ، فهي تحارب شبح التلاشي بتحديد موعده ؛ أي أنها تواجه حتمية الموت باختيارها .
و تترك بعدها أمور كثيرة يصعب علينا انهاؤها كالحب ، لذلك انتهت القصيدة على هذا النحو :
أمّا الحُب ، مهما كان، فهو بَـــلاء !
and the love whatever it was, an infection.
وقد كتبت قصيدتها للإجابة عن سؤال : لماذا تريد قتل نفسك ؟
اخترت هذه الأبيات من قصيدة “أريد أن أموت”
لأنها تتحدث عن مباغتة الموت الذي يترك وراءناالكثير من الأمور اللامنتهية ، اخترتها لأني أؤمن بأن الأبواب المواربة خطرة و لا بد أن تغلق لكي ينتهي أمرها قبل أن ننتهي و تظل كما هي !
في القصيدة معانٍ أعمق بكثير من سطحية السؤال عن الموت !

سلم قلمك وسلمت يداك ياغالية ❤️
فعلا ً الموت حق وكلنا إلى الله راجعون
إعجابLiked by 1 person
أعجبتني المقارنة الضمنية بين رؤيتها للموت وفكرة هايدجر عن قلق الدازاين المتواصل من موته. اختلاف مذهل؛ وصفها للموت “بالشبق” يكشف، كما أعتقد، “اعتلالها النفسي” كما ذكرتي. شكرا يا ملهمة
إعجابLiked by 1 person