نشرت تحت تصنيف رحلات

لحظات الهناء الأولى في مدينةٍ ما ….

لحظات الهناء الأولى في مدينة درسدن الألمانية

كنت أهزم التعب مراراً أثناء توجهي لتلك المدينة،

حتى أني قبضت على خوفي الأرعن،

و حذفته في زنزانة بعيدة ليتعفّن دون محاكمة،

فلا وقت لدي لأجالس وحشاً لا يعرف متى و لم يتتبعني!

كانت مواسم الفرح بانتظاري

كان لدنوها مني هيبة تسري في جسدي حتى تنتهي برعشة سعادة على أطراف أصابعي،

واصلت قراءة الرواية الصديقة في الرحلة، و التي كانت في الواقع تفتح شهيتي على تعلم فنون إعداد الأطباق السعيدة التي نجتمع بها و عليها ،

حتى فاحت من مخيلتي رائحة الورق عنب بالزيت ،

و مناقيش الزعتر ، و كعكة الأناناس المقلوبة التي كانت تحضر اجتماعاتنا العائلية نهاية كل أسبوع،

توقف القطار،

و كنت أجر حقائبي بخفة

فالسعادة تمنحنا ألق الفراشة !

و أنا كامرأة ولدت وعاشت في الصحراء،

وترسخ في عقلها أن السماء بخيلة مع المذنبين،

أثارت تلك المدينة التي استقبلتني بالأمطار جنوني الجميل !

إنها مدينة مباركة متنعّمة بسخاء السماء،

و إني امرأة محظوظة تغتسل بالمطر فور وصولها!

دخلت غرفتي، ثم وقفت تحت الماء الدافئ دقائق لأتخلص من إرهاقي،

غسلت شعري الحُر،

و دلكته بالبلسم المعطّر بالياسمين

كي يتمايل مع سيمفونية الهواء،

أرسم على وجهي المتأهب للحياة ألواناً تختلط مع لوني

معبّرة بالدهن و الرسم عن ولعي بحياة الفراشات ….

جانب من مدينة درسدن الأسطورية التي نهضت و استعادت روعتها بعد تعرضها لقصف وحشي سنة ١٩٤٥.

قمت بالتقاط هذه الصورة في ٢٠١٧ بعد أن بعثت في نفسي عظمة البناء من جديد .