لحظات الهناء الأولى في مدينة درسدن الألمانية
كنت أهزم التعب مراراً أثناء توجهي لتلك المدينة،
حتى أني قبضت على خوفي الأرعن،
و حذفته في زنزانة بعيدة ليتعفّن دون محاكمة،
فلا وقت لدي لأجالس وحشاً لا يعرف متى و لم يتتبعني!
كانت مواسم الفرح بانتظاري
كان لدنوها مني هيبة تسري في جسدي حتى تنتهي برعشة سعادة على أطراف أصابعي،
واصلت قراءة الرواية الصديقة في الرحلة، و التي كانت في الواقع تفتح شهيتي على تعلم فنون إعداد الأطباق السعيدة التي نجتمع بها و عليها ،
حتى فاحت من مخيلتي رائحة الورق عنب بالزيت ،
و مناقيش الزعتر ، و كعكة الأناناس المقلوبة التي كانت تحضر اجتماعاتنا العائلية نهاية كل أسبوع،
توقف القطار،
و كنت أجر حقائبي بخفة
فالسعادة تمنحنا ألق الفراشة !
و أنا كامرأة ولدت وعاشت في الصحراء،
وترسخ في عقلها أن السماء بخيلة مع المذنبين،
أثارت تلك المدينة التي استقبلتني بالأمطار جنوني الجميل !
إنها مدينة مباركة متنعّمة بسخاء السماء،
و إني امرأة محظوظة تغتسل بالمطر فور وصولها!
دخلت غرفتي، ثم وقفت تحت الماء الدافئ دقائق لأتخلص من إرهاقي،
غسلت شعري الحُر،
و دلكته بالبلسم المعطّر بالياسمين
كي يتمايل مع سيمفونية الهواء،
أرسم على وجهي المتأهب للحياة ألواناً تختلط مع لوني
معبّرة بالدهن و الرسم عن ولعي بحياة الفراشات ….

قمت بالتقاط هذه الصورة في ٢٠١٧ بعد أن بعثت في نفسي عظمة البناء من جديد .