أغنية صباح في فيلم ليلة بكى فيها القمر كئيبة و مُفزعة من شدة كآبتها ! شاهدت الفيلم في فترة المراهقة و كنت أتألم على حال المرأة حين يخفت بريقها فيتبرأ الجسد من روحها الصبية . وفي مشهد الخيانة تحديداً الذي جسّده الوسيم حسين فهمي أيقنت بأن الرجل أكبر حظاً من المرأة !!
تذكرت نظرتي لها أول مرة رأيت الفيلم ، كنت أراها عجوزة و الآن أراها رشيقة كالفراشة و إنسانة بمعنى الكلمة و فنانة لذيذة تسعد القلب بخفتها على المسرح .
وأتمعن في رقة صباح و دلعها و حبها للحياة، ثم أتخيل نفسي بعد سنوات …
عرفت الآن أني أكره المرأة النمطية التي تضيع أنوثتها مع شحوم بطنها بعد الولادات المتكررة ،و يتسطّح ثديها ، و يذوب خدها استجابة لنداء الأرض ، فتموت قبل أوانها !
لا أحب ارتباط حيوية المرأة بالخصوبة فقط، و بتاريخ الميلاد …أريد أن أحافظ على الشابة التي بداخلي بكل ما أوتيت من قوة.
و استكمالاً لما أثاره الفيلم القديم في نفسي ، تذكرت كلام صباح فعلاً عن الموت ؛ حين قالت :الله و نروح ع الجنة و نشوف رشدي أباظة ، تذكرت كلامها وأنا أشاهدها في حضن حسين فهمي و قد كانت صادقة الأداء ، ثم بكيت على عواطف المرأة الهوجاء التي تتأرجح بين ما يجب أن تكون و ما تحب أن تكون.